في خطوة استراتيجية تعكس التزام المملكة العربية السعودية بالشفافية والحوكمة، أطلقت الجهات التنظيمية مجموعة من المتطلبات الجديدة التي تُلزم الشركات بالإفصاح عن الأطراف التي تملك السيطرة الفعلية داخل الكيان التجاري، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. تأتي هذه اللوائح في إطار التوجه العالمي لخلق بيئة عملية مريحة ولتعزيز ثقة المستثمرين في البيئة الاقتصادية.
تطبيق هذه المتطلبات لم يعد اختياريًا، بل أصبح جزءًا أساسيًا من دورة حياة الشركة، سواء عند التأسيس أو أثناء عمليات التجديد السنوية، ما يستدعي من أصحاب الأعمال ومديري الشركات فهم آليات الامتثال وتطبيقها بدقة.
لا تقتصر هذه اللوائح على الملاك الظاهرين فقط، بل تمتد لتشمل أي فرد أو جهة تمتلك تأثيرًا فعليًا على إدارة الشركة أو قراراتها. وتشمل حالات السيطرة ما يلي:
امتلاك 25% أو أكثر من رأس مال الشركة، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء.
وفي حال لم تتوفر هذه المعايير في أي طرف، يتم اعتبار الشخص الذي يشغل منصب المدير العام أو رئيس المجلس هو المعني بالإفصاح أمام الجهات المختصة.
تنطبق هذه المتطلبات على جميع الشركات المُسجلة في المملكة، سواء كانت شركات محلية أو مملوكة بالكامل أو جزئيًا لمستثمرين أجانب. وتُعتبر جزءًا من عملية الامتثال الضرورية عند التأسيس أو التوسع أو إدخال تغييرات على هيكل الشركة.
الشركات المملوكة بالكامل للحكومة أو للجهات العامة.
الشركات التي تخضع لإجراءات التصفية أو الإفلاس وفقًا للأنظمة المعتمدة.
ومع ذلك، فإن الإعفاء لا يُمنح تلقائيًا، بل يتطلب تقديم ما يُثبت الحالة للجهات المختصة، وغالبًا ما يُطلب من الشركات تقديم مستندات تؤكد الاستثناء رسميًا.
حدّدت اللوائح ثلاث حالات أساسية يجب فيها تقديم المعلومات:
عند إصدار السجل التجاري لأول مرة: يجب أن يتضمن ملف الشركة بيانات دقيقة عن الأطراف المؤثرة.
كما يجب على الشركات تقديم تحديث فوري في حال طرأت أي تغييرات على الملكية أو النفوذ داخل الكيان.
لضمان الامتثال الكامل، يجب على الشركة إعداد سجل خاص يتضمن:
الاسم الكامل للطرف المؤثر
يفضل أن تحتفظ الشركات بهذه المعلومات في سجل داخلي يتم تحديثه باستمرار، لتكون جاهزة عند أي طلب من الجهات الرسمية.
عدم الامتثال قد يضع الشركة أمام سلسلة من العواقب التنظيمية، تشمل:
فرض غرامات مالية بسبب التأخير أو الإهمال في تقديم البيانات.
الامتثال لا يُنظر إليه اليوم كإجراء بيروقراطي، بل كأداة لحماية مصالح الشركة وضمان استمرارها في بيئة أعمال منظمة وآمنة.
تشهد بيئة الأعمال في السعودية تطورًا واضحًا نحو الحوكمة والشفافية، في ظل توجه تنظيمي يهدف إلى بناء اقتصاد منفتح وجاذب للاستثمار. ولم تعد الشفافية خيارًا، بل أصبحت التزامًا قانونيًا يفرض على الشركات مراجعة هياكلها وتحديد الأطراف المؤثرة فيها بوضوح.
تطبيق هذه اللوائح لا يعني فقط تعبئة نماذج، بل يتطلب فهمًا أعمق لعلاقات التملك والتأثير داخل الكيان التجاري، حتى في حال وجود شركاء غير ظاهرين بشكل مباشر. ورغم أن هذه المتطلبات قد تُشكل تحديًا للبعض، خاصة في الشركات ذات الهياكل المعقدة، فإن الامتثال لها يعزز الثقة، ويُسهّل التعامل مع الجهات الحكومية، ويحسّن من فرص الوصول إلى تمويل أو شراكات.
نحنا في تاسك ندعم الشركات في مواجهة هذه المتطلبات التنظيمية بثقة وكفاءة. من خلال تقديم استشارات قانونية وتنظيمية متخصصة، نساعد عملاءنا على إعداد سجلات الإفصاح، مراجعة هياكل الملكية، وضمان تقديم البيانات بدقة وفي الوقت المحدد. بخبرة تمتد لأكثر من 18 عامًا في السوق السعودي والخليجي، نُمكّن الشركات من تحويل الامتثال إلى ميزة استراتيجية تعزّز نموها واستقرارها.
الشركات التي تتبنّى الشفافية كجزء من ثقافتها التشغيلية تُثبت نضجها واستعدادها للتوسع، وتُبنى حولها ثقة تدفعها إلى الأمام في سوقٍ يزداد تنظيمًا وتنافسية.
دع تاسك تساعدك على الامتثال للانظمة السعودية
إذا كنت بصدد تأسيس شركتك أو تسعى لتوسيعها داخل السعودية، فإن فريق تاسك يمتلك الخبرة والدراية لمساعدتك على الالتزام بهذه اللوائح بدقة وسلاسة.
نُقدم لك الدعم الكامل في إنشاء السجلات، مراجعة الهياكل القانونية، وتقديم البيانات المطلوبة في الوقت المحدد.
تواصل معنا اليوم، ودعنا نساعدك على الامتثال بثقة، والنمو بثبات في سوقٍ يشهد تحولات تنظيمية كبرى.